لماذا نهى النبي ﷺ عن أكل الثوم إلا مطبوخًا؟

لماذا نهى النبي ﷺ عن أكل الثوم إلا مطبوخًا؟الثوم من الأطعمة المفيدة التي تحتوي على فوائد صحية عظيمة، ولكن النبي ﷺ نهى عن أكله قبل الذهاب إلى المسجد، خاصة إذا كان نيئًا، بسبب رائحته النفاذة التي ټؤذي المصلين والملائكة. فقد ثبت في الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "من أكل ثومًا أو بصلاً فليعتزلنا، أو ليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته" (متفق عليه).
سبب النهي عن أكل الثوم النيء
النبي ﷺ كان حريصًا على راحة المسلمين في المسجد، وكان المسجد مكانًا للعبادة والطمأنينة، فلا ينبغي أن يكون فيه ما يؤذي المصلين. والرائحة القوية للثوم قد تسبب نفور الناس أثناء الصلاة، مما قد يؤدي إلى تشتيت تركيزهم. كما أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه البشر، كما جاء في الحديث: "إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم" (رواه مسلم).
هل الثوم محرم؟بالطبع لا، فالثوم ليس محرمًا، بل هو من الأطعمة النافعة التي أوصى بها النبي ﷺ لأغراض علاجية وغذائية. لكن يُفضل لمن أراد الذهاب إلى المسجد أن يأكله مطبوخًا، لأن طبخه يقلل من رائحته النفاذة.
مواقف من حياة الصحابةعندما فُتحت خيبر، وُجد أن الثوم والبصل من الأطعمة الشائعة هناك، فأكلها الصحابة، ولكن النبي ﷺ أمرهم بعدم دخول المسجد مباشرة بعد أكلهما. وذات مرة، أُحضر له طعام فيه ثوم، فلم يأكله، فقيل له: "أحرام هو يا رسول الله؟" فقال: "لا، ولكني أكرهه من أجل رائحته" (رواه مسلم).الخلاصةالإسلام دين النظافة والذوق الرفيع، ونهى عن كل ما يؤذي الآخرين، ولو برائحة طعام. ولذلك، فإن أكل الثوم جائز، لكنه مكروه قبل الذهاب إلى المسجد إلا إذا كان مطبوخًا لتخفيف رائحته.